728 x 90

حكايات الخير والست صدقة – م1

حكايات الخير والست صدقة – م1

ترولي يسير داخل اروقة المستشفي بعد فحص واشاعات وتشخيص وقرار بالحجز. في الزيارة الثانية، غرفة بها اثنين من المرضي كان والدي ثالثهم، ونظرات شاب ترصد مكان استقرارنا في الغرفة، عن اليمين مريض في حالة مزرية وقد وصل اليوم، واقصي اليسار مريض اخر مصاب في قدمية قد سبقنا بخمس ايام.

اليوم الاول

ترولي يسير داخل اروقة المستشفي بعد فحص واشاعات وتشخيص وقرار بالحجز. في الزيارة الثانية، غرفة بها اثنين من المرضي كان والدي ثالثهم، ونظرات شاب ترصد مكان استقرارنا في الغرفة، عن اليمين مريض في حالة مزرية وقد وصل اليوم، واقصي اليسار مريض اخر مصاب في قدمية قد سبقنا بخمس ايام.

اختي: خد صبونة ونظف ايدك كويس احنا في مستشفي وخد الجلافز ده عشان تفتح الميه.
انا: حاضر

ذهبت الي دورة المياة التى كانت ملاصقة لغرفتنا هذه وقد ارتديت في يدي قفازا لفتح الصنبور، واذ بفتاة تحدثني داخل دورة المياة “انت بتعمل إيه”

انا: انتي مين وبتعملي ايه هنا
الفتاة: انا صدقة
انا: نعم يا اختي صدقة ده اسمك
صدقة: اي والنعمة اسمي
انا: يعني ابوكي سماكي صدقة
صدقة: اي والنعمة سماني صدقة
انا: طب يا ست صدقة بتعملي ايه هنا
صدقة: جيت افتح لك الحنفية يا بيه
انا: هو مش ده حمام رجالي
صدقة: لا هو مشترك يعني اللي بيتزنق بيدخل هنا، هو انت لابس جوانتي ليه
انا: عشان افتح الحنفية
صدقة: اخلع اخلع وانا افتحها لك
انا: حاضر

وبالفعل خلعت الجلفزات من يدي

صدقة: ايوة كدا يا بيه هو انت قرفان مننا، افتح انت الخنفية بقي. هو ايدك احسن من ايدي….
اختي: ايه ده انا مش قولت لك البس الجلفز وافتح الحنفية عشان تعقم ايدك ونأكل بابا.
انا: مهو اصل البنت..

غسلت يدي وعودت الي غرفة والدي، وكان التمريض قام بعمل اللازم، وقد بدأ والدي في الافاقة. وطلبت من اختي ان ترحل لكي تعود في الصباح لتبادلني في نوبة مرافقتنا لوالدنا.
وبعد ساعات من السكون في الضوء الخافت، اسمع صوت رجل عن يميني خلف الستار يقول اشرب اشرب اشرب اشرب اشررررررب اااااااااه، حاولت ان ازيح الستار برفق ولكني فوجئت بيدين ممدودتان ناحيتي بقوة فزعتني والرجل يقول هموووووووت عايز اروح يا ابني، اديني شوية ميه، عايز اتف اتف.
استدعيت التمريض، وجاءت الممرضة وهي تقول تاني يا عم محسن، فهو رجل في منتصف السبعينات ولكن يبدوا عليه المرض الشديد.

انا: مين عم محسن
الممرضة: ده الحج محسن العربي، مريض كلي ومحتاج غسيل، بس مش عارفة فين المرافق اللي معاه، شكله سابه ومشي.
انا: هو كان فيه حد معاه
الممرضة: اه، انت لو احتجت حاجة قول يا رحاب هجيلك.
انا: شكرا، بس بابا بيشد الكانولا من ايده دائما
رحاب: حاضر، كل المرضي هنا كدا، هنركب له اسورة عشان مش يحصله نزيف.
انا: اشكرك

ومر الوقت وتركت الغرفة للجلوس خارجها، استمع الي اهات وألم المرضي، حتي الصباح واشاهد الفتاة “صدقة” تقوم بغيار حفاضات المرضي وجمع مخالفاتهم ومساعدتهم علي الدخول لدورة المياة، فكانت تلك الفتاة هي القلب الطيب صاحب صداقات الخير من كبار السن…..

#حكايات_الخير

البيانات الصحفية / الاخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المشاركات

الأكثر تعليقا

مقاطع فيديو مميزة